×

العمل الجمعوي, أي افاق في العالم القروي والمناطق الجبلية بالمغرب
الثلاثاء 04 فبراير 2020    -

 بالعالم القروي يوجد عدد كبير من الجمعيات التنموية التي أسسها الشياب والشباب المؤمن بالمبادرات الجمعوية ،و هذا العدد ما فتئ يرتفع يوما بعد آخر مع ظهور مؤيدبن جدد للجمعيات.

لكن واقع الحال لازال فقيرا من الإنجازات مما لا يبشر بخير من حيث الصيرورة التنموية لبلادنا، التي انطلقت فيها مناطق اخرى بدعم أول وحاسم من منخرطيها و محيطها الإجتماعي .ومما لا شك فيه أن هناك دوافع كثيرة وراء هذا العزوف الملفت للنظر. و خلال الدردشات والنقاشات  المتكررة مع المهتمين بأنشطة الجمعيات في العالم القروي ،استطعت استنطاق الواقع ولو بشكل بسيط  و خرجت باستنتاجات أوردها في هذا المقال المتواضع المختصر   الذي أتمنى أن يكون مساهمة في نقاش عميق يحتاج إلى إسهامات أخرى للإغناء. بروز فاعلين إجتماعيين محملين بأفكار سياسية تطفو إلى السطح وانخراطهم في الجمعية و محاولة تكريسها إن لم نقل فرضها على باقي الأفراد .وانشاء الفاعلين السياسين العديد من الجمعيات وانخراطهم فيها وبالتالي استغلالها في الحملات الانتخابية الوضع المادي للشباب لا يخول لهم فرصة الولوج للجمعيات فكيف يعقل التوجه للعمل الجمعوي في غياب الشروط الأساسية للعيش الكريم .

يقول أحد الشباب اللذين تحدتث معهم في الموضوع بأن الشباب يرون أن العمل التطوعي ياتي بعد التوفر على ضروريات الحياة وان أراد الفاعلون الشباب الانخراط في العمل الجمعوي يصادفون عدة عراقيل وضغوطات من طرف الفاعلين السياسين بطرق غير مباشرة . أما استغلال الجمعيات التنموية لقضاء المصالح الشخصية فحدث ولاحرج مع ظهور جمعيات تنموية تكرس النزعة القبلية في مفهموها المتردي رافضة بذلك أي انفتاح على طاقات و مؤهلات الآخرين في زمن اتخذ الإنفتاح شعارا في كل شيء،و المؤسف أيضا ظهور جمعيات عائلية لا زالت تفتخر بالأنساب أكثر من المنجزات وتسعى إلى تسويق صورة عائلتهم على أكتاف الجمعية و يمكن تلخيص هذه الأسباب في فقدان شباب العالم القروي بصفة خاصة  الثقة في النسيج الجمعوي ،والسؤال الذي يطرح نفسه : ما هي السبل الكفيلة لإنقاذ العالم القروي  من هذه الأزمة ،والعزوف الحاد عن العمل الجمعوي؟ نشير أن هذه فقط بعض الإختلالات العويصة التي يعاني منها العمل الجمعوي بهذه المناطق الجغرافية المعزولة عن العالم الخارجي والبعيدة عن التنمية . كما يراه بعض الشباب  وحتى لا يكون خطابنا سياسويا و تفاديا للتعميم الذي يقول عنه ”غاستون باشلار” أنه خطأ معرفي ،لا بد أن نتفاءل في المستقبل فهناك طاقات واعدة تقتنع بالتنمية و تحمل هم التغيير في داخلها،و هاجس التفكير في مقاربة تنموية شاملة للعالم القروي  ،مبادرة تحتاج إلى تظافر كل الجهود المؤمنة بغد أفضل